اضطرابات الأكل.. تعرّف إلى أعراضها وسبل علاجها

تعدّ اضطرابات الأكل من الأمراض المرتبطة بعادات غير طبيعية في تناول كميات الطعام، مع ما قد يصاحبها من توترات اجتماعية ومخاوف مفرطة من زيادة الوزن أو السمنة

May 4, 2024 - 19:30
 0  0
اضطرابات الأكل.. تعرّف إلى أعراضها وسبل علاجها

تعدّ اضطرابات الأكل من الأمراض المرتبطة بعادات غير طبيعية في تناول كميات الطعام، مع ما قد يصاحبها من توترات اجتماعية ومخاوف مفرطة من زيادة الوزن أو السمنة أو العكس، وقد تمتد إلى مشاعر القلق والذعر والوسواس القهري، وتؤثر بالتالي على صحة الشخص وعلاقاته وأنشطته اليومية.

ولا ترتبط اضطرابات الأكل بسن معينة، إذ أن كل الفئات العمرية معرّضة لها بدرجات متفاوتة، إلا أنها أكثر شيوعا عند الأطفال وفي عمر المراهقة أو في بداية فترة البلوغ، مع ما تشكله هذه المرحلة الانتقالية من تغيّرات على مختلف المستويات.

وتُعرّف الدكتورة فيكتوريا ماونتفورد، أخصائية الطب النفسي السريري ورئيسة قسم علاج اضطرابات الأكل في "عيادات سيج"، في مقابلة على موقع "صحتك"، اضطرابات الأكل بأنها ما يحدث للشخص من تغيرات بشأن استهلاك كميات الطعام والمخاوف المرتبطة بشكل الجسم، وتقلبات المزاج والقلق، بما في ذلك الاكتئاب، والقلق العام، والذعر، ومرض الكمالية وتدني احترام الذات".

أنواع اضطرابات الأكل

وتوضح ماونتفورد أن أكثر اضطرابات الأكل شيوعًا هي: فقدان الشهية، والشره المَرَضي، واضطراب نهم الطعام، واضطراب تجنب/تقييد تناول الطعام واضطرابات الأكل الأخرى، سواء لدى الأطفال أو المراهقين أو البالغين. ومن سمات اضطرابات الأكل حدوث انخفاض غير طبيعي في وزن الجسم، وشدة الخوف من زيادة الوزن، والتصوّر المشوّه حول وزن الجسم. وقد تؤثر اضطرابات الأكل بصورةٍ سلبية، على المدى الطويل، على الصحة الجسدية والنفسية، والقدرة على أداء الأنشطة في مختلف جوانب الحياة المهمة.

أسباب اضطرابات الأكل

وفقاً لموقع "صحتك"، فإن السبب الدّقيق لاضطرابات الأكل غير معلوم، ومع ذلك، توجد عوامل معينة قد تضع المراهقين في خطر الإصابة ومن بينها الضغط الاجتماعي: حيث تميل الثقافة العامة إلى تفضيل أصحاب الوزن النحيف، مما يصيب المراهقين بالهوس تجاه فقدان الوزن واتباع الحميات الغذائية، الأنشطة المفضلة: يمكن أن يزداد خطر إصابة المراهقين باضطرابات الأكل عند المشاركة في الأنشطة التي تقدر الأجسام النحيفة، مثل عرض الأزياء، والألعاب الرياضية عالية المستوى. العوامل الشخصية: قد تجعل العوامل الوراثية أو البيولوجية المراهقين أكثر عرضة للإصابة باضطرابات الأكل. وكذلك تقوم الصفات الشخصية، مثل توخي المثالية أو القلق أو الصرامة، بدور في تعزيز ذلك الخطر.

علامات اضطرابات الأكل

تختلف العلامات والأعراض حسب نوع اضطرابات الأكل، وتشمل تقديم اعتذارات لعدم الأكل، أو الأكل سرًا، التركيز المفرط على الغذاء والأكل الصحي، القلق أو الشكوى المستمرة من البدانة والحديث عن فقدان الوزن، تكرار النظر في المرآة للاطلاع على العيوب المتخيَّلة، تكرار تناول كميات كبيرة من الحلويات أو الأطعمة عالية المحتوى من الدهون، استخدام المكملات الغذائية أو الملينات أو المنتجات العشبية لفقدان الوزن، الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية، تناول ما يعدّ فوق الحد الطبيعي من الطعام أثناء وجبة الطعام العادية أو الوجبات الخفيفة، التعبير عن الاكتئاب أو الاشمئزاز أو الخجل أو الذنب تجاه عادات تناول الطعام.

 أفضل سبل العلاج

توضح فيكتوريا ماونتفورد أن علاج اضطرابات الأكل يكون حسب طبيعة كل حالة وتشخيصها، وقد يحتاج إلى اتباع العلاج السلوكي المعرفي (CBT) وCBT-ED، بهدف علاج الأفراد الذين يعانون من هذا المرض، بما في ذلك أولئك الذين يعانون من اضطراب تجنب/تقييد تناول الطعام، وكذلك علاج فقدان الشهية العصبي للبالغين، والعلاج الأسري لفقدان الشهية العصبي (FT-AN)، والعلاج السلوكي بالمخططات المعرفية (SFCBT) العلاج الأسري.

ويرى معالجون أنه إذا تم تشخيص مراهق مثلا باضطرابات الأكل، فالعلاج الأسري يساعد على تحسين عادات الأكل وبلوغ وزن صحي ومعالجة الأعراض الأخرى.
ويتم وصف الأدوية في بعض الأحيان لعلاج الحالات الصحية الذهنية المرافقة لحالة اضطرابات الأكل، مثل الاكتئاب أو القلق أو اضطراب الوسواس القهري. وفي الحالات الشديدة، قد يتطلب الأمر بقاء المريض في المستشفى. وأيًا كانت خطة العلاج، تذكر أن التدخل المبكر يمكن أن يساعد على سرعة التعافي.

وترى الدكتورة فيكتوريا ماونتفورد، وفقاً لموقع "صحتك"، أنّ الحمية الغذائية الصارمة التي قد يلجأ إليها البعض لعلاج اضطرابات الأكل قد تؤثر سلباً على العلاقات الأسرية والتواصل الاجتماعي، وتزيد من شعور العزلة، بل قد تؤدي أيضًا إلى تقويض جهود الحفاظ على نمط حياة صحي بشكل متوازن.

وتضيف: حين نتبع حمية غذائية، يبدأ وزننا بالانخفاض بشكل ملحوظ في البداية، وهذا ما يجعلها ممتعة ومحفزة للغاية. ولكن يجب ألا ننخدع وراء هذه البدايات، لأن بعض الذين لديهم "عقلية الحلول السريعة" ويركزون فقط على الأرقام الظاهرة في الميزان، دون اعتبار "المكاسب" الأخرى الأكثر استدامة مثل اللياقة البدنية أو الصحة، ما إن يبدأ معدل فقدان الوزن لديهم في التباطؤ، تتولد لديهم خيبة الأمل أو مشاعر الإحباط التي تدفعهم نحو التخلي عن الحمية الغذائية.

وترى أن مفتاح القضاء على اضطرابات الأكل، يتمثل في إدخال تغيير مستدام على نمط الحياة والاستعداد لمواجهة كافة الإخفاقات، والتكيف مع مختلف الظروف غير المتوقعة، واعتبار الحمية الغذائية بمثابة مشروع طويل الأمد، والسير بخطوات بطيئة وثابتة لتحقيق الأهداف.

ما هو رد فعلك؟

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow