الكويت على حدود فلسطين: توثيق سبع سنوات في حرب الصهاينة

على مدار سبع سنوات ظلّ الجيش الكويتي مرابطاً على الخطوط الأمامية إلى جانب الجيش المصري في مواجهة "إسرائيل"، مشاركةٌ تُستعاد اليوم على وقع ما يشهده الشارع الكويتي من تظاهرات داعمة للقضيّة الفلسطينية؛ فكيف شارك الجيش الكويتي في حرب الاستنزاف إلى جانب مصر؟ وما مسار العلاقة التي تربطه بالقضيّة الفلسطينية؟ هذا ما تناوله صانع المحتوى الثقافي، الكويتي سعد القحطاني، في حلقة بثّها مؤخّراً عبر قناته على "يوتيوب" بعنوان "لواء اليرموك الكويتي في مواجهة إسرائيل".

انطلق القحطاني من زيارة مفتي القدس أمين الحسيني للكويت عام 1921، موضّحاً أنها المحطّة الأولى في تاريخ البلاد المُعاصر، التي تشهد بدء التواصل الفلسطيني الكويتي. وتابع: "كان هدف الزيارة جمْع التبرّعات لإعمار أجزاء من المسجد الأقصى، قبل أن يعود الحسيني مرّة أُخرى عام 1935، لشرح المطامع الصهيونية في أرض فلسطين، والتواطؤ البريطاني. وبعدها بعام تم تشكيل 'لجنة أكتوبر'، التي أسّسها الشباب الكويتي حينها على ضوء اندلاع 'الثورة الفلسطينية الكبرى'، وعقدت اجتماعها التضامني الذي ضمّ أكثر من 150 شخصاً". ولفت القحطاني في حديثه إلى مشاركة الكويت في "المؤتمر العربي القومي" عام 1936 في بلودان السورية، حيث أكّدت أنّ فلسطين جزءٌ لا يتجزّأ من الوطن العربي.

استعادة بالصور والوثائق والتسجيلات لذاكرة كويتية فلسطينية حيّة

وبالوصول إلى إعلان قرار التقسيم في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 1947، ظلّت حالة التحشيد الشعبي وجمع التبرّعات قائمة، ومع وقوع نكبة أيار/ مايو 1948 استقبلت الكويت، كما يوضّح صانع المحتوى، أعداداً كبيرة من اللاجئين بلغت 500 ألف شخص، و"سيشكّل هؤلاء علامة فارقة في تاريخ البلاد التي نالت استقلالها عام 1961. وفي عام 1967، وقبل عدوان الخامس من حزيران/ يونيو بأيّام قليلة، أمر الشيخ صُباح السالم الصُّباح، بتوجُّه 'لواء اليرموك' الذي مثّل ثُلث الجيش الكويتي في ذلك الحين، ويتألّف من أربع كتائب، لدعم الجيش المصري ضدّ أي عدوان صهيوني مُحتمل، كما تبرّع أعضاء 'مجلس الأمّة' برواتبهم لدعم المجهود الحربي".

مشاركة عسكرية في حرب الاستنزاف التي امتدّت بين 1967 و1974 

وأوضح القحطاني في حلقته "أن المرسوم الذي صدر في صبيحة الخامس من حزيران/ يونيو 1967، القاضي بإعلان حالة الحرب بين الكويت والعصابات الصهيونية، ما زال سارياً حتى اليوم". وتابع: "استمرّ 'لواء اليرموك'، المتمركز عند قناة السويس، في مشاركته بـ'حرب الاستنزاف'، واستشهد منه 24 جنديّاً خلال تلك الفترة. ومع اندلاع حرب السادس من تشرين الأول/ أكتوبر 1973، تعزّز اللواء بقوّات راجلة ("قوة الجهراء") وجوّية مُضافة، ثم بالقرار الاقتصادي الأقوى المتمثّل بحظر تصدير النفط للدول الغربية الداعمة للكيان".

لئن كانت الحلقة قد وثّقت بالتفصيل، من خلال الصور والوثائق والتسجيلات الأرشيفية، لتاريخ سبع سنوات من المواجهة الكويتية العربية العسكرية المباشرة ضدّ العصابات الصهيونية، فإنّها لفتت أيضاً إلى جذور الحضور الفلسطيني في الكويت وطبيعة العلاقة التي ترجع لأكثر من مائة عام.