مركز حوار الحضارات والأديان المقارنة بسوسة :مكافحة التطرّف الدّيني من منظور ثقافي

يعدّ التطرّف ظاهرة سلوكية معقدة، وحالة مشكلية قديمة حديثة، عابرة […] The post مركز حوار الحضارات والأديان المقارنة بسوسة :مكافحة التطرّف الدّيني من منظور ثقافي appeared first on موقع الصحفيين التونسيين بصفاقس.

May 10, 2024 - 14:00
 0  3
مركز حوار الحضارات والأديان المقارنة بسوسة :مكافحة التطرّف الدّيني من  منظور  ثقافي
 

يعدّ التطرّف ظاهرة سلوكية معقدة، وحالة مشكلية قديمة حديثة، عابرة للاجتماع البشري عبر الزمان والمكان. وتتأسس دوغما التطرّف على ادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة، وإقصاء الآخر، ومحاولة فرض نمط عيش على المجموعة والمراوحة بين العنف الخطابي والعنف المادّي. وتساهم في إنتاج ظاهرة التطرف وانتشارها عدّة عوامل ذاتية وموضوعية متداخلة. والثابت أنّ لها عدّة تداعيات خطيرة على كيْنونة الفرد والجماعة. لذلك انشغل العقل الأكاديمي طويلا بالبحث في تجلّيات الظاهرة والحفر في أسبابها. واقتراح مداخل نظرية وعملية لمعالجتها. ويعدّ المدخل الثقافي من أبرز المسالك التي ينتحيها عدد معتبر من الدارسين في مقاربتهم ظاهرة التطرّف عموما، والتطرّف الديني خصوصا، ومحاولتهم فهممها وتفكيكها، وتمثّل آليات اشتغالها وسبل مكافحتها.
في هذا السياق نظّم مركز البحوث والدراسات في حوار الحضارات والأديان المقارنة بسوسة يوم الخميس 09 ماي2024يوما دراسيا بعنوان “مكافحة التطرّف الديني من منظور ثقافي”، وأشرف عليه المدير العام للمركز الأستاذ الدكتور محمّد الشتيوي، ونسّق أعماله الأستاذ أنور جمعاوي وشارك فيه ثلّة من الباحثين قدّموا ثلاث ورقات بحثية مهمّة.

  • الورقة لأولى : دور العلوم الإنسانية في التوقي من التطرف العنيف ـ الباحث: عمر عبد اللاوي.
  • الورقة الثانية : محاولة في تفكيك إيديولوجيا التطرف العنيف من خلال نماذج من النصوص المؤسسة ـ الباحث: محمّد كشت.
  • الورقة الثالثة: من أجل معالجة ثقافية لظاهرة التطرّف ـ الباحث: أنور جمعاوي

تاليا ملخّصات الورقات البحثية المذكورة سلفا:

-الورقة الأولى: دور العلوم الإنسانية في التوقي من التطرف العنيف – عمر عبد اللاوي

بيّن الباحث عمر عبد اللاوي المقاربة الأمنية تعتمد غالبا تعريفا أحادي الجانب لظاهرة التطرف الديني وهو تحديد قانوني وإجرائي صرف تعد فيه الذات المتطرفة مسؤولة تمام المسؤولية في كل مراحل التحول (من مرحلة القابلية النفسية الإجتماعية إلى حد مرحلة القيام بالعمل العنيف). إلا أنّ هذه المقاربة تغفل المحددات والأسباب الإجتماعية والثقافية والإقتصادية والقابلية النفسية التي تساهم بشكل رئيسي في التحول الجذري والمرور من حالة سوية إلى ذات متطرفة. ويمكن أن يصل الأمر إلى بلوغ حالة تفقد فيها الذات المتطرفة كل صلة بالواقع. وتصبح بذلك حالة مرضية تستوجب تدخل الطب النفسي. فمن غير الممكن معالجة ظاهرة التطرف العنيف ووضع استراتيجيات لرصد مظاهر التطرف والحد من تأثير الجماعات المتطرفة دون فهم دقيق لها وتحديد علمي للتقنيات التلاعبية المستعملة والتحولات الذهنية والسلوكية والنفسية للأفراد والمجموعات المستهدفة.
وفي هذا الأطار تناولت مداخلة الباحث ظاهرة التطرف الديني بوصفها سيرورة يتم خلالها اعتماد تقنيات نفسية وإستراتيجيات تلاعبية من أجل بلوغ حالة التحول الكلي.
-الورقة الثانية: محاولة في تفكيك إيديولوجيا التطرف العنيف من خلال نماذج من النصوص المؤسسة -محمد كشت
اعتمد الباحث محمد كشت مقاربة في فهم تطرف الجماعات السلفية الجهادية من جهة كونه إيديولوجيا مؤسسة تمثل ركنا أساسيا في استراتيجيات التيار السلفي الجهادي, ومن جهة كونه كذلك رد فعل على عنف مركب سابق على مدار التاريخ والجغرافيا. وأشار إلى أنّ الوثائق والوقائع أثبتت أن التيار السلفي الجهادي يمتلك مشروعا إيديولوجيا واضح المعالم يرتكز على مخططات دقيقة تستفيد من تعقيدات الوضع الجيو-استراتيجي الإقليمي والعالمي. وتستفيد كذلك من التناقضات والتجاذبات المحلية والإقليمية والدولية. و هو ما يتنافى جوهريا مع الرأي الذاهب إلى أن الجهاديين هم صنيعة صرفة في أيادي الاستخبارات العالمية وإن كنا لا ننفي سهولة اختراقهم . و بذلك يكون التطرف والعنف الذي يميزان أداءهم أداة يرومون من خلالها الوصول إلى غايتهم الكبرى ألا وهي ”التمكين” أي إقامة الخلافة الإسلامية على طريقتهمم المتطرّفة.

-الورقة الثالثة: من أجل معالجة ثقافية لظاهرة التطرّف ـ أنور جمعاوي

انطلق الباحث أنور جمعاوي من مصادرة مفادها أن التطرف ليس ظاهرة موجودة داخل البلاد العربية والإسلامية دون غيرها، فنحن إزاء ظاهرة اجتماعية عابرة للديانات السماوية والوضعية، والأيديولوجيات اليمينية واليسارية وغيرها على حدّ تعبيره. و ركّز على اعتماد مقاربة ثقافية لمعضلة التطرف، تنبني على ضرورة فهم الظاهرة وتفكيكها، وتمثل أسبابها وإدراك كيفيات اشتغالها. وذهب إلى أنّ المدخل الأمني وحده غير كاف في إدارة مشروع مكافحة التطرف، ووأشار إلى أن المسألة يجب أن تعالج من منظور أنثروبولوجي ثقافي، ينبني على أربعة أسس أولها التمثّل الموضوعي لظاهرة التطرف، وثانيها إعادة ترتيب علاقة المتطرّف بهويّته النصية والتاريخية، وثالثها إشاعة ثقافة التنوير، ورابعها توظيف قنوات تشكيل الوعي الجمعي في نشر ثقافة الاختلاف والتسامح بديلا عن ثقافة التعصب والرأي الواحد.

عن منسق اليوم الدراسي:
أنور جمعاوي

The post مركز حوار الحضارات والأديان المقارنة بسوسة :مكافحة التطرّف الدّيني من منظور ثقافي appeared first on موقع الصحفيين التونسيين بصفاقس.

ما هو رد فعلك؟

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow