نحن لسنا عنصريين لكن من حقنا الدفاع عن أنفسنا….فتحي الجمّوسي

العنصرية أمر سيء جدا وتتنافى مع كل المبادئ الانسانية والمواثيق الدولية.
لكن من السهل جدا أن تتناول كوبا من الويسكي وسيغارا فاخرا داخل صالون المنزل أو القصر الواقع في أفخم المناطق وأبعدها عن الاحياء الشعبية و اكثرها حراسة من الامن لكي تنعت كل من ضاق ذرعا من تواجد أفارقة جنوب الصحراء بابشع النعوت وتصفه بكونه عنصري وعدو للانسان و الانسانية.
من السهل جدا ونحن نعيش بعيدا عنهم أن نعتلي منابر النزل والقنوات التلفزية و الاذاعية لكي نشيد بانسانيتنا وتسامحنا وندد بالآخر الذي يعيش جنبا لجنب مع هؤلاء الافارقة.
أنتم لا تعرفون معنى مجاورتهم وكيف تنفذ كل المواد الغذائية من الاسواق لان التجار يبيعونها باضعاف ثمنها للافارقة ولا يترك لا حليب ولا فارينة ولا سكر ولا حتى خبز لسكان حي الحبيب وحي البحري والحفارة في صفاقس.
ولا كيف يحتلون اراضي وضيعات مناطق فلاحية مثل العامرة و جبنيانة وكيف يعمد بعض هؤلاء الافارقة الى سرقة الزيتون وحرق الشجرة واقتلاع البيوت المكيفة لاستعمال البلاستيك كخيام لهم والحال ان الفلاحة هي مورد رزقهم الوحيد.
انتم لا تعرفون كيف انقطع نهائيا ميئات اطفال وشبان مناطق ساحلية عن التعليم في قرقنة وصفاقس المدينة والعامرة وجبنيانة للتفرغ للاجرام وتنظيم الحرقة للافارقة مقابل اموال سهلة.
انتم لا تعرفون معنى الخوف ليلا من تجمعاتهم في محيط المنازل بما يجعلك تمنع ابنائك و بناتك من الخروج من المنزل خوفا على سلامتهم.
انتم لا تعرفون ان الخوف والرعب من جرائم بعضهم اجبرت بعض السكان على عدم الاكتفاء بتجهيز منازلهم بالمنبهات والكاميراوات فاجبروا على تربية الكلاب الشرسة لمزيد التحصين والحراسة.
انتم لا تعرفون معنى تجمعهم بالآلاف وسط مفترق باب الجبلي بصفاقس وكيف شارف التجار هناك على الافلاس نتيجة عزوف حرفائهم عن المرور بتلك المناطق.
انتم لم تشتموا الروائح الكريهة التي تنبعث من تجمعاتهم نتيجة انعدام المرافق الصحية لهم ولم تشتموا روائح جثثهم المكدسة المنتشلة من البحر بمحيط مستشفى الحبيب بورقيبة بصفاقس.
أنتم لا تعرفون شيئا عنهم سوى ان بعضهم يشتغل بمرتبة “عبيد” في قصوركم او حراس بمصانعكم ولا تعرفون شيئا عنا فنحن في صفاقس لم نعرف منذ ثورتكم النتنة سوى تراكم الدواعش والظلاميين والفقر والبطالة مرورا بالكورونا ثم تراكم الفضلات و الزبالة بعد غلق كل المصبات وصولا لمآسي الافارقة التي لا يتحمل تبعاتها غيرنا، فخير لكم ان تصمتوا.
فنحن لسنا عنصريين لكن من حقنا الدفاع عن أنفسنا.

The post نحن لسنا عنصريين لكن من حقنا الدفاع عن أنفسنا….فتحي الجمّوسي appeared first on موقع الصحفيين التونسيين بصفاقس.