الفنان عدنان الشواشي يستذكر مناقب الراحل نجيب الخطاب في ذكرى وفاته

في مثل هذا اليوم ” 25 أفريل ” من سنة 1998 رحل صديقي و مسندي ورفيقي في بدايات رحلتي الفنّية الطّويلة ، رحل نجيب الغالي و هو في عزّ شبابه وأوج عطائه و قمّة نجاحاته …
فمن منّا لا يتذكّر تلك الصّرخة المدْوية العفْوية الصّادقة الخالدة لنجيب “رحمه الله ” لحظة تألّق لاعبنا المتميّز الفذّ علي الكعبي , بتسجيله ذلك الهدف الشيّق ضدّ فريق “المكسيك” في كأس العالم بالأرجنتين ، ذلك الهدف “الرّمز” الذي يُحسب لتونس كأوّل هدف في أوّل إنتصار لفريق عربي في تاريخ كأس العالم….
تلك الصّرخة المعبّرة المجلجلة الصّادقة كانت سببا في تخطّي ” نجيب ” مرحلة البحث عن النّفس ومحاولة دخول بيت الإعلام من بابه الكبير ليصبح ، بقدرة القادر الوهّاب ، و بفضل إمتلاكه موهبة خارقة وعزيمة ثابتة ، نجما من نجوم التّنشيط السّمعي والبصري في تونس وخارجها….
علاقتي بنجيب علاقة حميمة قديمة بدأت منذ أوائل السّبعينات عندما كنّا ، كلّ في مجاله ، نحاول لفت الإنتباه و تحقيق حلمنا الأكبر بكسب الرّهان و قطف ثمار الشّهرة وإثبات مشروعية إنتمائنا إلى عائلة الفنّ والإعلام…
لن أقدر على ذكر جميع خصال نجيب و نجاحاته المتعدّدة و كذلك الفترات الصّعبة التي مرّ بها والأحداث المحبطة المُرّة التي ، لولا قوّة شخصية حبيبي نجيب وإيمانه بالله و بما حباه من موهبة وعزيمة وشجاعة ، لما واصل رحلته الإبداعية إلى آخر لحظات حياته بكلّ تلك الشّحنة الهائلة من البذل والعطاء و التّألّق في إسعاد النّاس بما لم يأت به مثله في فنّ التّنشيط..
رحمك الله يا صديق العمر و رفيق الدّرب
و حبيب الجماهير و أحد أوفى و أفضل أبناء وبنات أمّ الإذاعات ثمّ عميدة التّلفزات
مثلك لا يُنسى يا نجيب يا غالي